كود اعلان

مساحة اعلانية احترافية

آخر المواضيع

تاريخ العلاقات الثنائية بين الصين وبنما الجزء الأول

 أقام  اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻟﺒﻨﻤﻲ ﺧﻮان ﻛﺎرﻟﻮس ﻓﺎرﻳﻼ ﻋﻼﻗﺎت رﺳﻤﻴﺔ ﻣﻊ ﺟﻤﻬﻮرﻳﺔ اﻟﺼﻴﻦ اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ في عام 2017، ﻣﻤﺎ أدى إلى ﺗﻌﻤﻴﻖ ﻫﺬه اﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺔ دون اﻟﻜﺸﻒ ﻋﻦ اﻟﺴﺒﺐ اﻟﺪﻗﻴﻖ وراء ﻗﻄﻊ ﺣﻜﻮﻣﺘﻪ ﻋﻼﻗﺎﺗﻬﺎ اﻟﻄﻮﻳﻠﺔ اﻷﻣﺪ ﻣﻊ ﺗﺎﻳﻮان. لذلك فماهي اﻻﻟﺘﺰاﻣﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻌﻬﺪت ﺑﻬﺎ ﺣﻜﻮﻣﺘﻪ ﺗﺠﺎه ﺟﻤﻬﻮرﻳﺔ اﻟﺼﻴﻦ اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ؟ وﻛﻴﻒ ﺧﻄﻄﺖ ﻹدارة اﻟﻤﺼﺎﻟﺢ اﻻﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ ﻟﺠﻤﻬﻮرﻳﺔ اﻟﺼﻴﻦ اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ؟. إﻻ اذا كانت أﻫﺪاف اﻟﺼﻴﻦ واﺿﺤﺔ فلهذا سوف يتعين على الصين ادراك اﻟﻘﻴﻤﺔ اﻻﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﻌﻼﻗﺎت ﻣﻊ ﺑﻨﻤﺎ، ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻣﺒﺎدرة اﻟﺤﺰام واﻟﻄﺮﻳﻖ اﻟﺘﻲ ﺗﺒﻠﻎ ﻗﻴﻤﺘﻬﺎ ﻣﻠﻴﺎرات اﻟﺪوﻻرات. وﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ، ﺗﻔﺎوض اﻟﺠﺎﻧﺐ اﻟﺒﻨﻤﻲ على ﻋﺠﻞ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ دون ﻣﺸﺎورات، تاركًا ﺑﻼده ﻓﻲ وﺿﻊ ﺣﺮج. وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ، ﻳﺘﻌﻴﻦ على اﻟﺒﻨﻤﻴﻴﻦ اﻵن أن ﻳﻘﻮﻣﻮا ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ: على ﺗﻘﻴﻴﻢ اﻻﺗﻔﺎﻗﻴﺎت ﺑﻴﻦ ﺑﻨﻤﺎ وﺟﻤﻬﻮرﻳﺔ اﻟﺼﻴﻦ اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ، وإﺷﺮاك ﻛﺎﻓﺔ اﻟﻘﻄﺎﻋﺎت ذات اﻟﺼﻠﺔ، واﻟﻤﻀﻲ ﻗﺪﻣﺎ ﺑﻤﺎ ﻳﺘﻔﻖ ﻣﻊ اﻟﻤﺼﺎﻟﺢ الفضلى ﻟﻠﺒﻼد.

 


 خلال هذا الجزء والذي يليه عدة أجزاء تتعلق بتاريخ العلاقات الثنائية بين البلدين وكذا وجهة واشنطن بهذا الشأن، وسوف نتحدث الآن عن الزيارة الرفيعة المستوى التي قام بها اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻟﺼﻴﻨﻲ ﺷﻲ ﺟﻴﻦ ﺑﻴﻨﻎ إلى ﺑﻨﻤﺎ، ﺣﻴﺚ أﻛﺪا على اﻟﻔﺮص اﻟﺘﺠﺎرﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻮﻓﺮﻫﺎ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ. وﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﺑﻮﻗﺖ ﻗﺼﻴﺮ، اﻧﺪﻟﻊ ﻧﻘﺎش ﻋﺎم ﺣﻮل اﻟﻤﻮﻗﻊ اﻟﻤﻘﺘﺮح ﻟﻠﺴﻔﺎرة اﻟﺼﻴﻨﻴﺔ على ﺿﻔﺎف ﻗﻨﺎة ﺑﻨﻤﺎ؛ وﻓﻲ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ، أﺟﺒﺮ اﺳﺘﻴﺎء اﻟﻤﻮاﻃﻨﻴﻦ اﻟﺴﻔﺎرة على ﺗﻐﻴﻴﺮ ﻣﻮﻗﻌﻬﺎ. وﺗﻮﺿﺢ ﻫﺬه اﻟﻔﺠﻮة، ﺑﻴﻦ اﻻﻧﺘﻬﺎزﻳﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ واﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ وﺗﺼﻮرات اﻟﻤﻮاﻃﻨﻴﻦ، اﻟﺘﺤﺪﻳﺎت اﻟﺘﻲ ﻳﻮاﺟﻬﻬﺎ أﻫﻞ ﺑﻨﻤﺎ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺴﻌﻮن إلى ﺿﻤﺎن أن ﺗﻜﻮن اﻟﻌﻼﻗﺎت ﻣﻊ ﺟﻤﻬﻮرﻳﺔ اﻟﺼﻴﻦ اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ذات أﻫﻤﻴﺔ وﻃﻨﻴﺔ.




ففي 25أﻛﺘﻮﺑﺮ 2017 ﺻﺮح أول ﺳﻔﻴﺮ ﻟﻠﺼﻴﻦ ﻟﺪى ﺑﻨﻤﺎ، وي ﺗﺸﻴﺎﻧﻎ، ﻟﻠﺼﺤﻔﻴﻴﻦ اﻟﻤﺠﺘﻤﻌﻴﻦ ﻓﻲ ﺣﻔﻞ اﻻﺳﺘﻘﺒﺎل على ﺷﺮﻓﻪ أن ﺑﻨﻤﺎ، ﺑﻤﻮﻗﻌﻬﺎ اﻟﻤﻤﻴﺰ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ "ﻣﺮﻛﺰًا" ﺗﺠﺎرﻳًﺎ ﻋﺎﻟﻤﻴًﺎ ﻓﻲ ﻣﺠﺎل اﻟﺨﺪﻣﺎت اﻟﻠﻮﺟﺴﺘﻴﺔ واﻟﺘﻤﻮﻳﻞ واﻟﻨﻘﻞ اﻟﺒﺤﺮي واﻟﺴﻔﺮ اﻟﺠﻮي، ﻛﺎﻧﺖ ﺷﺮﻳﻜًﺎ ﻃﺒﻴﻌﻴًﺎ ﻟﺠﻤﻬﻮرﻳﺔ اﻟﺼﻴﻦ اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻓﻲ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﻣﺒﺎدرة اﻟﺤﺰام واﻟﻄﺮﻳﻖ. كما أﻛﺪ اﻟﺴﻔﻴﺮ وي على اﻟﻘﻴﻤﺔ اﻻﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ ﻟﺒﻨﻤﺎ ﻓﻲ ﺟﻠﺴﺔ 7ﻣﺎﻳﻮ 2018ﺣﻮل "اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺔ واﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ اﻟﺠﺪﻳﺪة ﺑﻴﻦ ﺟﻤﻬﻮرﻳﺔ ﺑﻨﻤﺎ وﺟﻤﻬﻮرﻳﺔ اﻟﺼﻴﻦ اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ"، اﻟﺘﻲ ﻋﻘﺪت ﻓﻲ وزارة اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ، ﺑﻤﺸﺎرﻛﺔ ﺧﺒﺮاء. ﺑﻤﺎ ﻓﻲ ذﻟﻚ ﻣﻤﺜﻠﻴﻦ ﻋﻦ ﻛﻠﻴﺔ ﻟﻨﺪن ﻟﻼﻗﺘﺼﺎد واﻟﻌﻠﻮم اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ. وأﻋﺮب اﻟﺴﻔﻴﺮ ﻋﻦ أن ﻣﺼﻠﺤﺔ ﺑﻼده ﺗﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ ﺗﻌﺰﻳﺰ اﻟﻤﻨﻔﻌﺔ اﻟﻤﺘﺒﺎدﻟﺔ واﻟﺘﻌﺎون، ﺣﻴﺚ ﺗﺘﻤﺘﻊ ﺑﻨﻤﺎ أﻳﻀًﺎ ﺑﻤﻮﻗﻊ اﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻲ ﻣﻤﻴﺰ ﻛﻨﻘﻄﺔ دﺧﻮل إﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﻟﻠﺼﻴﻦ،
 ﻓﻲ 11أﻛﺘﻮﺑﺮ 2018ﻓﻲ ﻣﻨﺘﺪى ﻣﺮاﻛﺰ اﻟﻔﻜﺮ واﻹﻋﻼم ﻓﻲ ﻣﻘﺮ برلمان أمريكا اللاتينية ودول بحر الكاريبي ﻓﻲ ﺑﻨﻤﺎ، أﺷﺎرت ﻧﺎﺋﺐ وزﻳﺮ ﺧﺎرﺟﻴﺔ ﺑﻨﻤﺎ، ﻧﻴﻜﻮل ووﻧﻎ، إلى أن "إﻗﺎﻣﺔ ﻋﻼﻗﺎت دﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺔ ﺑﻴﻦ ﺑﻨﻤﺎ وﺟﻤﻬﻮرﻳﺔ اﻟﺼﻴﻦ اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻛﺎن أﺣﺪ أﻫﻢ اﻹﻧﺠﺎزات ﻓﻲ اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ". ﻟﻘﺪ ﻛﺎن ﻗﺮارًا اﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴًﺎ وﻧﺎﺟﺤًﺎ ﻳﻔﻜﺮ ﻓﻲ اﻟﻤﺼﻠﺤﺔ اﻟﻔضلى ﻟﻜﻼ اﻟﺒﻠﺪﻳﻦ"، ﻛﻤﺎ ﻗﺪم أﻳﻀًﺎ اﺛﻨﻲ ﻋﺸﺮ رﻛﻴﺰة ﻣﺤﺪدة ﻟﻠﺘﻌﺎون وحتى في اﻟﻤﺴﺎﺋﻞ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ واﻟﺘﺠﺎرﻳﺔ، وﺗﺘﻀﻤﻦ هذه اﻟﺮﻛﺎﺋﺰ ﻋﻨﺎﺻﺮا ﺗﺸﻤﻞ زﻳﺎدة ﻋﺪد اﻟﺴﻴﺎح، وﺗﻌﺰﻳﺰ اﻟﺒﺤﺮﻳﺔ اﻟﺘﺠﺎرﻳﺔ اﻟﺒﻨﻤﻴﺔ، وﺗﻌﻈﻴﻢ ﻗﻴﻤﺔ ﻗﻨﺎة ﺑﻨﻤﺎ، وﺗﻌﺰﻳﺰ اﻻﺗﺼﺎل اﻟﺠﻮي اﻟﺒﻨﻤﻲ، وزﻳﺎدة اﻟﺼﺎدرات اﻟﺒﻨﻤﻴﺔ إلى اﻟﺼﻴﻦ وﺑﺎﻛﺴﺘﺎن. اﻟﺘﺮوﻳﺞ ﻟﺒﻨﻤﺎ ﻛﻤﺮﻛﺰ ﻣﺎﻟﻲ، ﻛﻤﺎ ﺗﺤﺪث ﻟﻲ ﺑﻴﻮي، ﻧﺎﺋﺐ رﺋﻴﺲ ﺟﻤﻌﻴﺔ اﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﺠﻤﻬﻮرﻳﺔ اﻟﺼﻴﻦ اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ، ﻓﻲ اﻟﻤﻨﺘﺪى، وﺷﺪد على أﻫﻤﻴﺔ إﻗﺎﻣﺔ اﻟﻌﻼﻗﺎت ﺑﻴﻦ ﺟﻤﻬرﻳﺔ اﻟﺼﻴﻦ اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ وأﻣﺮﻳﻜﺎ اﻟﻼﺗﻴﻨﻴﺔ على اﻟﻤﺴﺎواة واﻟﻤﻨﻔﻌﺔ اﻟﻤﺘﺒﺎدﻟﺔ واﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻟﻤﺸﺘﺮﻛﺔ، ﻣﻊ اﻋﺘﺒﺎر ﺑﻨﻤﺎ رأس ﺟﺴﺮ ﺑﻴﻦ اﻻﺛﻨﻴﻦ. وﻟﻘﺪ أوﺿﺢ اﻟﻤﻤﺜﻠﻮن اﻟﺼﻴﻨﻴﻮن ﻣﺼﺎﻟﺤﻬﻢ اﻻﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ، ﻛﻤﺎ ﺗﻢ ﺗﻠﺨﻴﺼﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺒﺎدرة ﻃﺮﻳﻖ اﻟﺤﺮﻳﺮ اﻟﺒﺤﺮي ﻟﻠﻘﺮن اﻟﺤﺎدي واﻟﻌﺸﺮﻳﻦ، واﻟﺘﻲ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﺑﻨﻤﺎ ﻣﻴﻨﺎء دﺧﻮل ﻣﻘﺘﺮﺣﺎ ﻓﻴﻬﺎ. وﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﺬﻟﻚ، ﻳﺘﻌﻴﻦ على أﻫﻞ ﺑﻨﻤﺎ أن ﻳﺮاﺟﻌﻮا ﺟﻮاﻧﺐ "دﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺔ اﻟﺪوﻻر" اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ على اﺳﺘﺨﺪام اﻟﻘﻮة اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ، واﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺔ اﻟﻤﺘﻐﻴﺮة ﻟﺠﻤﻬﻮرﻳﺔ اﻟﺼﻴﻦ اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ، واﻟﺴﻴﺎق اﻟﺪوﻟﻲ.  وبعد هذه الانطلاقة بين البلدين أخبرني صديقي عمر غونساليز محامي في بنما ومتزوج من لبنانية بأن هذا التقارب لن تسكت عليه الولايات المتحدة الامريكية، وفعلا هذا ما حصل ويحصل حاليا، سواء في عهد ترمب الاول او من طرف بايدن ومرة اخرى مع وصول ترمب هناك تهديد باحتلال بنما عسكريا والسيطرة على القناة.

وبهذا نختم الجزء الأول من هذه السلسلة التحليلية للعلاقات الثنائية بين الصين وبنما، وسوف نتطرق في الجزء الثاني إلى "دبلوماسية الدولار" وعلاقتها بدولة بنما، فتابعونا.

 

 

إرسال تعليق

0 تعليقات

مساحة اعلانية احترافية